الجمعة، 4 مارس 2011

الحلال الداشر بيعلم السرقة

- شرّف وقّعلنا المحضر استاذ  ..... لو سمحت
لا أدري ما الذي أخرج الحمار عن أصله حين سمع صوت القاضي يكلّمه بمنتهى الإحترام ، فقرر لسبب يجهله أن يعيد قراءة المحضر الذي سيوقع عليه قبل أن يضع عليه بصمة حافره ، لأن القانون في بلده لايعترف للحمير بكل شهاداتهم ولو كانوا قد طلبوا علمهم من الصين ،
تذكّر أنه  قبل أن  يلج باب القاضي كان قد رأى عشيرة المتهم بمعظمها أمام باب المحكمة  ، وتذكّر أن أحد الأصدقاء أخبره ليلاً بأن السيد العميد مدير المنطقة كان يبحث عنه طيلة الليلة الماضية وأن الحشد المتواجد أمام باب المحكمة كان أمام باب السيد مدير المنطقة ، وأخيراً تذكّر أن السيد القاضي الذي كان يستجوبه أو يأخذ إفادته كان قد احترمه زيادة عن اللزوم لدرجة أن أجلسه على الكرسي بدلاً من أن يتركه واقفاً أمام  قوس المحكمة  احتراماً للعدل وللدستور والقانون .
- على ماذا أوقّع ؟؟؟؟؟؟ سأل القاضي  باستغباء مبطن
-على المحضر . رد القاضي بمنتهى التهذيب
- ومن قال لك هذا الكلام الذي كتبه كاتبك يا سيدي القاضي وممثل الحق والعدل .
- الجميع . رد  ممثل العدل ، ثم أشار بيده إلى الحشد المتواجد خارج قوس المحكمة
- فليوقّع الجميع على ما قالوا أمّا أنا فلن أوقع إلاّ على ما أقول ، ولا تسأل لماذا يا سيدي القاضي ، نعم  لأنني حمار ، ولو شئت أن أصبح مثلك فهيماً لأنهيت الموضوع مباشرة لحظة حدوث الجرم ولما وصلت القبيلة لا إليك ولا إلى مدير المنطقة
.................................................
................................................
....................................................
وعندما أنهى مهمته  أمام القضي ونظر إلى أعلى  رأى قوس العدالة يشد وتره على سهم  مغمساً بالسموم ، وسمع القاضي  يتمتم بشبه اعتزار عن شيء  لن يحصل
- كل هالشيء يهمّك المال العام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق